الحي اللاتيني



آلمقدمة

يمكن ادراج هذه الرواية ضمن الرواية الحضرية التي تصور العلاقة بين الشرق والغرب او بين الشمال والجنوب اي انها تصور العلاقة بين الان والاخر او لقاء حضري بين الشرق بعادته ومعطياته الروحية وبين الغرب بمعطياته المادية والعلمية والتكنولوجية وقد تكون هذه العلاقة بين الان والاخر علاقة ايجابية قائمة على التواصل والتعايش والحوار والتكامل والاحترام وقد تكون العلاقة مبنية على الصراع الجدلي والعدوان والكراهية والحي اللاثيني رواية من هذه الروايات الحضارية التي تعقد مقارنة حضارية بين الشرق والغرب كما يمكن اعتبارها كذلك سيرة ذاتية للمؤلف << سهيل ادريس >> لتطابق احداث الرواية مع سيرة الكاتب من الناحية الاجتماعية والهوية الثقافية والادبية .

• |~ آلشخصيآت

لقد وضع الكاتب مجموعة من الشخصيات التي تتقابل
فضائيا وحضريا << الشرق ضد الغرب >>
جنسيا << الذكور العربي ضد الانوثة الغربية >>
لونا << الاسمر العربي ضد الشقراء الغربية >>

وذلك لرصد التفاوت الحضري والاختلاف الوجودي بين البيئة العربية
المكبلة بأغلال الحرمان والمنع والكبث والعادات والتقاليد المحافظة
مع البيئة الغربية المتسمة بالتحرر والنعتاق والعلم والاقبال على الحياة
ولو في ثوبها ألا أخلاقي .

لقد خلق الكاتب شخصية مركزية هي البطل وأتبعها بشخصيات ثانوية
مثل صبحي و عدنان و احمد وفؤاد وربيع
يمكن ان تصف شخصيات الرواية شخصيات وجودية :
شخصيات وجودية عابثة : صبحي ، عدنان ، احمد
شخصيات وجودية متوازنة : البطل وفؤاد
شخصيات محافظة : الأم ، الأخت هدى ، ناهدة ، والاهل في لبنان
شخصيات نسوية << زائفة ـ عابرة >> : فتاة السينما ، فتاة الرصيف ، ليليان .

|~ ملخص الروآية

يبدا الكاتب باستهلال روائي يحدد الشخصيات المحورية في الرواية البطل وعدنان وصبحي الذين غادرو لبنان متجهين الى فرنسا من اجل استكمال دراستهم العليا وتحضير الدكتورة بيد ان الشخصية الرئسية سافرت من اجل الحصول على الدكتورة في الشعر العربي الحديث تحت اشراف اساتذة جامعة << سربون >> وبعد الاستقرار في الفندق انطلق اصدقاء البطل للارتماء في احضان الحرية والخمر والرقص و المجون والجنس بعد ان هربو من قيود تقاليد مجتمعاتهم التي جعلتهم يعانون من الحرمان و الكبت واصبحت الانثى لعدنان وصبحي ملادآ وجوديا ضروريا في ذاك الاغتراب الذاتي والمكاني لكن البطل انطوى على نفسه وانزوى في حجرته بعد اخفاقه في الحصول على فتاة شقراء على غرار اصدقائه العرب ولسيما احمد و ربيع وفؤاد وعدنان وصبحى فقرر بطل الحي اللاثيني ان ينطلق مستبيحا ما هو محرم في بلده يقتنص الحب و الجنس مع فتاة الرصيف ويلامس فتاة السينما ويسأل هذه ويطارد تلك الى ان تعرف على فتاة شقراء في مقتبل العمر كانت تقطن في نفس الفندق الذي كان يسكن فيه وهي << جانين مونتيرو >> فكانت بينهما ابتسامات الجوار فتحولت الى مطاردة ثم انتهت بالحرب الرومانسي الذي اعقبه الارتواء الجسدي فصارت العلاقة بينهما علاقة وفاء وصدق والتزام حتى اصبح كل واحد منهما لا يستطيع الاستغناء عن الاخر ،عاش اياما ممتعة بين قاعات السينما و المسارح وبين الحانات والمراقص الليلية ومع مرض الام اضطر البطل ان يغادر باريس متوجها الى بيروت لقضاء العطلة الصيفية وكان هذا السفر بالنسبة لجانين مئسات مؤلمة ولم تستطيع ان تمنعه عن الذهاب مادمت امه تلح على رؤيته مخافة الموت دون رؤيته فكانت وسيلتها للتواصل معه هي تبادل الرسائل وكان اخرها تخبره فيها بانها حامل منه وعليه ان يحسم قراره لتحديد مصير علاقتهما وتحت ضغطات امه واخته اضطر البطل ان ينكر هذا المولود الذي قد يكون كما ادعى ثمرة علاقات مشبوهة مع اخرين فاضطرت << جانين >> لاجهاض الجنين وعانت في ذلك المرارة والالم الشديدين وتدهور صحتها واصبحت بعد ذلك فقيرة معدمة لاعمل لها يساعدها على مواجهة اعباء الحياة مدامت لم تستطيع الحصول على شهادة في معهد الصحافة الذي كانت تدرس فيه وعندما عاد الى باريس وبخه صديقه فؤاد بانه لم يلتزم بوعده ولم يكن في مستوى المسوؤلية كما عادت به مذكرات <<جانين >> ورسائلها اذ اعتبرت نفسها عائق امام طموحه وانزوت << جانين >> في كهف << سان جرمان >> معانقة افكار << سارتر >> في التحرر من المسؤولية والانسياق وراء الاختبار الوجودي والبحث عن المصير الانساني المفضل لقد اصبحت شخصية وجودية فقدت الثقة في القيام و الانسان وبعد ان عرف البطل بذلك قرر ان يتزوج بها فبحث عنها الى ان وجدها فطلب منها الزواج الا انها رفضت ذلك قائلة :<< لقد استعدت ما حدثني به في المستقبل ، وعن املك وعن حياة الصراع الذي انت مدعو الى ان تعيشه في بلادك فوجدت ان دنياك التي تحلم بها اوسع واعظم من ان يستطيع التبات فيها شخص ضعيف مثلي ، الا انك الان تبدا النضال اما انا فقد فرغت منه ومات حس النضال في نفسي فدعني اتابع طريقي حتى النهاية وعد انت الى شرقك البعيد الذي ينتظرك ، ويحتاج الى شبابك ونضالك >>
وعاد الشرقي الى بلده بشهادة الدكتورة ليبدا نضاله الوطني والقومي ولتحقيق طمحاته وتطلعاته بين احضان اسرته وشعبه .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

 

الانترنيت في خدمة التعليم والثقافة © 2011 - تصميم Mukund | شروط الخدمة | سياسة الخصوصية | خريطة الموقع

من نحن | اتصل بنا | اكتب لنا