مجتمع المعرفة



مجتمع المعرفة
مجتمع المعرفة
ــــــــــــــــــــــــــــــ
هو مجموعة من الناس ذوي الاهتمامات المتقاربة، الذين يحاولون الاستفادة من تجميع معرفتهم سويا بشأن المجالات التي يهتمون بها، وخلال هذه العملية يضيفون المزيد إلى هذه المعرفة، وهكذا فإن المعرفة هي الناتج العقلي والمجدي لعمليات الإدراك والتعلم والتفكير.
ويُستخدم هذا المصطلح كثيرا لدى السياسيين وصانعي السياسات والعلماء المهتمين بالدراسات المستقبلية وهناك بعض قصص النجاح لمجتمعات المعرفة مثل حركة البرمجيات الحرة
خصائص مجتمع المعرفة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تتميز مجتمعات المعرفة أن المعرفة تشكل أهم المكونات التي يتضمنها أي عمل أو نشاط، وخاصة فيما يتصل بالاقتصاد والمجتمع والثقافة، وكافة الأنشطة الإنسانية الأخرى التي أصبحت معتمدة على توافر كم كبير من المعرفة والمعلومات، ويتسم مجتمع المعرفة أو اقتصاد المعرفة بكون المعرفة لديه من أهم المنتجات أو المواد الخام. وليست مجتمعات المعرفة أمرا حديثا، فإنه على سبيل المثال كان الصيادون يتقاسمون المعرفة منذ زمن بعيد بشأن التنبؤ بالطقس وذلك في إطار المجتمعات المحلية التي يعيشون بها، ويتم إضافة المزيد باستمرار إلى هذه المعرفة التي تعد جزءا من رأس مال هذه المجتمعات. الأمر الذي جد حديثا هو أنه:

بفضل التكنولوجيات الحديثة، لم يعد ضروريا التقيد بالتواجد في نفس المكان الجغرافي
  • تسمح التكنولوجيا المتاحة حاليا المزيد والمزيد من الإمكانيات لتقاسم المعرفة وحفظها واستعادتها
  • أصبحت المعرفة من أهم مكونات رأس المال في العصر الحالي، وأصبح تقدم أي مجتمع مرتبطا أساسا بالقدرة على استخدامها .
سوق المعرفة، حروب المعرفة، أمن معرفي?.. مجتمعات المعرفة تفكّر وتبدع مفهوم لا يزال غامضا عند المثقفين والمتعلّمين، فما بالك بعامّة الناس: مجتمع المعرفة أو مجتمع المعلوماتية والتقنية أو كما يسميه «توفلر» (حضارة الموجة الثالثة)... هو ليس منتج للمعرفة فقط بل هو ينظر بعين الاحترام والتقدير للمعرفة ويعرف قيمتها ويقدّر منتجيها.
هو مجتمع ينظر إلى المعرفة على أنها ثروة وأساس للقوة والسلطة.. كما أنّها المبدأ الأساسي في تنظيم حياة البشر.. وتجعل الإنسان محورا رئيسيا وجوهريا لحركته لأنه العنصر الرئيسي الفاعل في الإبداع والإنتاج المعرفي..
أبرز سماته أنه مجتمع يفكر ويبدع.. أمّا عن خصائصه ففي الجانب الاقتصادي تعتبر المعرفة المصدر الأساس للقيمة المضافة للمنتج. والعامل الأساسي في نمو الاقتصاد هو إنتاج المعرفة واقتناؤها.. وفي الجانب الثقافي يعنى مجتمع المعرفة بتوفير البيئة المناسبة للإبداع الفكري والثقافي ويؤمن توفيرها لكل أفراد المجتمع فالمعرفة للجميع هو شعار مجتمع المعرفة. وفي الجانب السياسي يشترك الجمهور في اتخاذ القرارات المصيرية للمجتمع حيث يتبنى مجتمع المعرفة قدرا كبيرا من المساواة والعدالة والحرية الفكرية والثقافية والسياسية.
من هنا نعرف ما تعنيه مقولة أن مجتمعات الغد هي مجتمعات المعرفة وأسواق الغد هي أسواق المعرفة وحروب الغد هي حروب المعرفة وأوّل الفقر هو فقر المعرفة أو«الفقر الجديد».. وحروب الغد هي حروب حقوق براءة الاختراع والابتكار وليست حروب صواريخ وقنابل واقتصاد الغد هو اقتصاد المعرفة.
من أجل وجود اقتصاد المعرفة لا بد من توفّر مقوماته وأهمها الوفرة في المعلومة والسرعة في الاتصال والكونية في المصادر والانخفاض في التكلفة فيما يحقق ثلاثة امتيازات أساسية وهي المردودية والفاعلية والنجاعة.. فيصبح بإمكان الدول الفقيرة أن تقفز عدّة مراحل وتغنم من ثروات علمية وتكنولوجية وثقافية في أوجز وقت.. وهنا لابد من توضيح،وفرت المعلومة لا تعني بالضرورة توافر المعرفة. فالرهان غير معقود على المعلومة في حد ذاتها وإن كان أمرا مهمّا وإنما الرهان الحق في توفير الأدوات المناسبة لتنظيم المعلومات وترشيحها وتقطيرها في صورة مفاهيم ومعارف يمكن تطبيقها عمليا في حل المشكلات. ففي اقتصاد المعرفة تتقدم المعرفة على العلم، والمعرفة هنا يراد بها الترتيب المنظم للمعلومات والمفاهيم وكيفية تطبيقها على عمليات الإنتاج في اقتصاد المعرفة. فالعامل الذي يتعلم مرة واحدة مهارة على أساس المعرفة يكون قد تعلمّ في الوقت ذاته شيئا آخر مهمّا.. وهو أنه تعلّم كيف يتعلّم.. والطالب بالجامعة ليس ذلك الطالب الذي يكدّس المعلومات وانما الطالب الذي يكتسب مفاتيح العمل في عصرنا ليعمل بطريقة أكثر ذكاء.. وفي المجتمع المعرفي يكون كل أفراد المجتمع ذوي قدر من المعرفة. وهي ليست حصرا على ذوي اختصاص ونخب.. فالشعار في اقتصاد المعرفة أنّ المعرفة للجميع.
ويحتاج مجتمع المعرفة وبالتالي اقتصاد المعرفة إلى البيئات التي تتلاقح فيها الأفكار وتتغذى من بعضها البعض.. ويتأتى ذلك من خلال العلاقة الوثيقة بين الرباعي الجامعة ومراكز البحث والصناعة والمجتمع. فالكل يشترك في علاقة تفاعلية مع المكونات الأخرى. فالجامعة تحتاج أن تخرج المبدعين والمفكرين والصناعة تحتاج أن تكون شريكا رئيسيا في عملية الإبداع والاختراعات في الجامعة والبحث. والصناعة والجامعة بحاجة لان تكون لهما علاقة مع محيطهما وتشاركان في تنميته المعرفية. وهنا تبرز الحاجة إلى وجود مراكز البحوث التطبيقية والحاضنات العلمية. ويكون ذلك بتوخّي بيداغوجيا اقتصاد المعرفة التي تتحول بها المدرسة والمجتمع من دوائر متجاورة غير متعاونة إلى شبكة واحدة موحّدة مندمجة متفاعلة متّصلة متعاونة يفضي بعضها إلى بعض ويختلط فيها التكوين النظري مع التدريب العملي.. فتتحول الجامعات إلى ورشات تطبيقية إنتاجية توفّر ميزانياتها بنفسها وقد تعين الميزانية العامة للبلد..
من المقوّمات الأخرى: النظرة الإستراتيجية، العدالة من أجل المشاركة والمساواة التي تجعل الكل تحت مظلة واحدة.. ويدفع الإطار العام لاقتصاد المعرفة إلى الأخذ بأسباب الرقي والتقدم المعرفي، ومن خلاله يمكن رؤية الواقع بصورة أشمل وأكثر وضوحا.
في اقتصاد المعرفة تكون الإبداعات والاختراعات والبحوث التطبيقية والصناعات المتقدمة هي العمود الفقري لهذا الاقتصاد.. وكما أن الثورة الصناعية زادت الحاجة والطلب على المادة الأولية والأسواق.. فإن اقتصاد المعرفة يحتاج أيضا إلى مادة خام وأسواق.. والفارق هذه المرة أن المادة الخام هي العقول. والمنتج هي المعرفة..

الطريق إلى "مجتمع المعرفة"
وأهمية نشرها باللغة العربية

     يكثر اليوم تداول مفهوم " مجتمع المعرفة " أو المجتمع المعرفي في وسائل الإعلام وأدبيات وتقارير منظمات التنمية البشرية، وهو المفهوم الذي يعرّفه بعض المفكرين على أنه يعني: توافر مستويات عليا من البحث والتنمية وتكنولوجيا المعلومة والاتصال.

     إن مجتمع المعرفة هو مجتمع الثورة الرقمية بامتياز، التي أسهمت في تغيير العلاقات في المجتمعات المتطورة ورؤيتها للعالمين ، حيث أصبحت المعلومة والمعرفة سمة ومقياسا لمعنى القوة والتفوق في صياغة أنماط الحياة وتشكيل الذوق الفني والقيم وضاعفت من سرعة الفتوحات العلمية والإبداعية والتراكم المعرفي.

    إن المعرفة هي القيمة المضافة الأهم في مجال الثورة التكنولوجية، التي تبشر بعالم ما بعد الحداثة والتصنيع وإنتاجها هو الرهان ، وتسويقها يعد المحرك الأول للتنمية المستدامة والحلبة الأهم للتنافس الدولي ومصدر القوة والمناعة للأمم المتفوقة في إنتاجها.

    ومن ثمة فإن امتلاك ناصيتها يؤهل أصحابها لبسط نفوذهم وقوتهم وسيطرتهم السياسية والاجتماعية والثقافية على غيرهم .

     ففي مجتمع المعرفة يحظى التعليم والثقافة والاتصال واستخدام الذكاء الاصطناعي وتأهيل الإنسان بمناهج ومحتويات البرامج الراقية لأن يغدو فعالا ومبدعا في مؤسسات تسهر على زيادة الإنتاج وتفعيل آليات التفكير والتجديد والاختراع  والمردودية العالية.

     وإذا كان حاضر المجتمعات المتقدمة يعرف بمجتمعات المعرفة ، فهل – يا ترى – بإمكان مجتمعاتنا الموصوفة بالنامية أن تستشف مستقبلا مماثلا لما وصل إليه العالم المتقدم ؟، وكيف نهتدي إلى أقوم السبل، وأنجع الطرائق للوصول إلى هذا الهدف الاستراتيجي؟

     ذلك ما تحاول بعض المؤتمرات والندوات في البلدان العربية  الإجابة عنه، من خلال استشراف الاستراتيجيات حول كيفية إقامة مجتمع المعرفة؟
 -------------------------------------------------------
ويلخص بعض الباحثين إطار مجتمع المعلومات في الملامح التالية:
1- المنفعة المعلوماتية (من خلال إنشاء بنية تحتية معلوماتية تقوم على أساس الحواسب الآلية العامة المتاحة لكل الناس) في صورة شبكات المعلومات المختلفة، وبنوك المعلومات، والتي ستصبح هي بذاتها رمز المجتمع.
2- الصناعة القائدة ستكون هي صناعة المعلومات التي ستهيمن على البناء الصناعي.
3- سيتحول النظام السياسي لكي تسوده "الديمقراطية التشاركية"، ونعني السياسات عندما تنهض على أساس الإدارة الذاتية التي يقوم بها المواطنون، والمبنية على الاتفاق، وضبط النوازع الإنسانية، والتأليف الخلاق بين العناصر المختلفة.
4- سيتشكل البناء الاجتماعي من مجتمعات محلية متعددة المراكز ومتكاملة بطريقة طوعية.
5- ستتغير القيم الإنسانية وتتحول من التركيز على الاستهلاك المادي، إلى إشباع الإنجاز المتعلق بتحقيق الأهداف.
6- إن أعلى درجة متقدمة من مجتمعات المعلومات، ستتمثل في مرحلة تتسم بإبداع المعرفة من خلال مشاركة جماهيرية فعالة، والهدف النهائي منها هو التشكيل الكامل لمجتمع المعلومات العالمي.
وقد يبدو أن هذه الصورة التي رسمناها ليست سوى ضرب من الأحلام، غير أن مجتمع المعلومات العالمي، ليس في الواقع حلماً، بقدر ما هو مفهوم واقعي، سيكون هو المرحلة الأخيرة من مراحل تطور مجتمع المعلومات.
والراهن أن العالم يتغير تحت أبصارنا بعمق والنظام العالمي يتحول تحولات غير مسبوقة.
والواقع أن عملية إنتاج المعرفة ستصبح هي العملية الأساسية في القرن الحادي والعشرين، ومن هنا أهمية التتبع الدقيق لعملية الانتقال من مجتمع المعلومات إلى مجتمع المعرفة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

 

الانترنيت في خدمة التعليم والثقافة © 2011 - تصميم Mukund | شروط الخدمة | سياسة الخصوصية | خريطة الموقع

من نحن | اتصل بنا | اكتب لنا